سايبربانك 2 لن تظهر قبل 2028 لأن CD Projekt Red ترغب في تقديم جزء أقوى من الأول
وضعت شركة CD Projekt Red أخيرًا حدًا واضحًا للتكهنات حول لعبة تقمّص الأدوار الضخمة القادمة لها. ففي آخر تحديث مالي، أكد الاستوديو أن لعبة Cyberpunk 2077 التالية – بالاسم الرمزي Project Orion والمعروفة على نطاق واسع باسم Cyberpunk 2 – لن تصدر قبل عام 2028. بالنسبة للّاعبين الذين كانوا يأملون في عودة سريعة إلى Night City، فهذا يُعد تنبيهًا واقعيًا وإشارة إلى أن المشروع يتم بناؤه على المدى البعيد.
وفقًا لأرقام CDPR، فالجزء الجديد ما زال في مرحلة ما قبل الإنتاج. يركّز الفريق حاليًا على الأساسات: تحديد ملامح المدينة الجديدة، وضع الاتجاه البصري العام، تثبيت الأنظمة الأساسية لأسلوب اللعب، ورسم الخطوط العريضة للقصة. ويعمل على Cyberpunk 2 حاليًا ما بين 130 و135 مطورًا، مع خطة لزيادة هذا الرقم إلى أكثر من 300 مطور بحلول 2027 موزعين بين بوسطن (الاستوديو الرئيسي)، وارسو، وفانكوفر. 
في الوقت نفسه تظل The Witcher 4 المشروع الأساسي لدى CD Projekt Red، مع مئات المطورين العاملين عليها. هذا وحده يفسّر سبب تحرّك جزء Cyberpunk الجديد على جدول زمني أبطأ؛ فالاستوديو يحاول الموازنة بين سلسلتين ضخمتين دون أن يرهق موارده أكثر من اللازم.
بعد كل ما حدث مع إطلاق Cyberpunk 2077، يبدو واضحًا أن CDPR لا ترغب في التسرّع هذه المرة. فقد تجاوزت مبيعات اللعبة الأصلية الآن 35 مليون نسخة حول العالم وأصبحت مصدر الدخل الرئيسي للشركة، بفضل نسخ الجيل الجديد، والتخفيضات القوية، وإضافة Phantom Liberty، ونسخة Ultimate Edition. العودة كانت حقيقية بالفعل، لكنها جاءت بعد سنوات من التحديثات وإصلاح السمعة، والاستوديو لا يريد تكرار نفس المسار مع الجزء الجديد. 
هناك أيضًا التحوّل في المحرك. فاستوديو CD Projekt Red بات يطوّر عناوينه الضخمة القادمة باستخدام Unreal Engine 5 بدلًا من محركه الخاص REDengine. هذا التغيير يمنح الفريق أدوات وتقنيات أفضل، لكنه يحتاج إلى وقت حتى تتأقلم خطوط العمل الداخلية معه. وتُعتبر The Witcher 4 أول اختبار كامل لهذا النظام الجديد، بينما سيستفيد Cyberpunk 2 من الدروس المستفادة بدلًا من خوض نفس المعارك التقنية من جديد.
ورغم بدايتها المتعثرة، أصبحت Cyberpunk 2077 اليوم العمود الفقري لأعمال CDPR، مع مبيعات سنوية مستقرة وأداء قوي للإضافة. فقد وصلت Phantom Liberty وحدها إلى حاجز 10 ملايين نسخة في وقت مبكر من 2025، وما زالت اللعبة الأساسية تستقطب لاعبين جدد عبر نسخ المنصات المختلفة وصفقات الاشتراكات. في هذا السياق، لا يُنظر إلى الجزء الثاني كمجرد خدمة للجمهور، بل كركيزة استراتيجية لعقد كامل من خارطة الاستوديو الإنتاجية. 
الخطة الحالية تبدو واضحة:
الحفاظ على Cyberpunk 2077 حية من خلال التحديثات والحزم، وترك The Witcher 4 تقود الموجة القادمة، والعمل على بناء Cyberpunk 2 بهدوء في الخلفية إلى أن تصبح جاهزة للظهور كلعبة رئيسية جديدة.
المعلومات الرسمية ما زالت محدودة، لكن استنادًا إلى المقابلات والتقارير المتوفرة حتى الآن، بدأت بعض التوقعات العامة تتكوّن:
مدينة جديدة بدلًا من العودة المباشرة إلى Night City، مع ثقافة مختلفة، وهيكل قوى جديد، وطابع بصري مميز
تركيز أقوى على تأثير اختيارات اللاعب في تشكيل العالم، مع الاستفادة من دروس تصميم المهام في 2077
الاستفادة الكاملة من قوة أجهزة الجيل الحالي لتقديم كثافة أعلى في الشخصيات، وذكاء اصطناعي أكثر تطورًا، وأنظمة أكثر تفاعلًا
كل ذلك ليس مؤكدًا بشكل نهائي قبل بدء حملة التسويق، لكن الاتجاه العام يشير إلى جزء ثانٍ يحاول البناء على ما جعل Cyberpunk 2077 مميزة، مع تجنّب الأخطاء التي صاحبت فترة إطلاقها الأولى.
بعض المعجبين يشعرون بخيبة أمل من النافذة الزمنية البعيدة، بينما يرى آخرون أنها تصحيح ضروري للمسار. ومع تزاحم جدول الإصدارات الكبرى في السنوات المقبلة، قد يكون وصول Cyberpunk 2 في منتصف دورة الجيل القادم نقطة قوة لها، فتظهر كلعبة حدث كبيرة بدلًا من أن تُعامَل كجزء ثانٍ مستعجل.